العالم ابن النفِيْس صاحب التأثير نشأته وأهم إنجازاته فى الطب

لا شك أن للطبيب العربي المسلم ابن النفِيْس دور كبير فِيْ الطب، فقد ساهم العلماء فِيْ مجالات عديدة مختلفة، ومنهم العلامة ابن النفِيْس.

ابن النفِيْس

هُو طبيب وفقيه أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي القرشي الدمشقي، الملقب بابن النفِيْس، سوري الأصل.

نشأته

يعتبر العلامة ابن النفِيْس من أهم الشخصيات فِيْ الطب. ولد فِيْ دمشق وبدأ تعليمه كغيره من الطلاب. حفظ القرآن الكريم، وتعلم أصول القراءة والكتابة، وقراءة القواعد واللغة والفقه والحديث، وتحول ابن النفِيْس إلَّى الطب وهُو فِيْ الثانية والعشرين من عمره بعد تعرضه لأزمة صحية.

درس ابن النفِيْس الطب فِيْ مستشفى النوري بيمارستان (مستشفى النوري) فِيْ دمشق. درس الطب على يد طبيب العيون الكبير مذهب الدين عبد الرحمن المعروف بالدخوار، وهُو من أعظم الأطباء فِيْ التاريخ الإسلامي، وأساتذته فِيْ الطب هم عمران الإسرائيلي وراضي الدين الراجي. . وكان رفِيْقه فِيْ الدراسة ابن أبي عسيبة وسافرا معا إلَّى القاهرة عام 633 هـ. وعملوا فِيْ البيمارستان الناصرية التي أسسها السلطان قلاوون، حيث تولى ابن النفِيْس رئاسة وعمادة كلية الطب التابعة له.

لم يتزوج ابن النفِيْس بسبب تركيزه على البحث وحب المعرفة والتعليم.

إنجازاته

من أهم الإنجازات الطبية لابن النفِيْس اكتشافه للدورة الرئوية. يُعتقد أن الدورة الدموية الرئوية قد اكتشفها سيرفِيْتوس وفِيْساليوس وكولومبوس وهارفِيْ فِيْ القرن السادس عشر. ومع ذلك، بعد اكتشاف المخطوطات القديمة، اتضح أن هذا الاكتشاف يعود إلَّى القرن الثالث عشر من قبل ابن النفِيْس.

لم يمارس ابن النفِيْس حقه فِيْ الدعاية والشهرة كغيره من أطباء المسلمين العرب الرائعين، حتى جاء الطبيب المصري “محي الدين التطاوي” ثم درس فِيْ ألمانيا واكتشف جهُود ابن النفِيْس عام (1343 هـ). / 1924) من خلال أطروحة دكتوراه بعَنّْوان غسيل الكلى الرئوي عَنّْد القرشي.

بعد دراسة مجرى الدم فِيْ الوريد وتدفقه فِيْ جسم الإنسان، تمكن ابن النفِيْس من وصف الدورة الدموية بدقة، مما جعله أول شخص فِيْ التاريخ يكتشف دوران الأوعية الدقيقة. بعد هذا الاكتشاف، أثبت ابن النفِيْس أن الرئتين مسؤولتان عَنّْ تنقية الدم، وصحح أيضًا ما ذكره الطبيب اليوناني جالينوس، الذي اعتقد أن الكبد هُو الذي ينتج الدم، ويذهب إلَّى القلب، ثم يضخ. فِيْ الشرايين. لم يعرف الأوروبيون شيئًا عَنّْ اكتشاف ابن النفِيْس لأنه لم يترجم كتابه، رغم أنهم نقلوا كتابه بشكل غير قانوني إلَّى متاحفهم.

كتاباته

ورث ابن النفِيْس العديد من الكتب الطبية، بعضها نُشر والبعض الآخر لم ير النور بعد. تشمل أعماله

عرض تشريح القانون، عرض لأبواب أبقراط، الرجل المحترم فِيْ الكحل المختبَر، ملخص القانون أو ملخص الطب، وغير ذلك.

كَمْا ألف كتبًا فِيْ اللغة والدين والفلسفة والمنطق، مثل

درب البلاغة، شرح العلامات، وصف موجز لعلم أصل الحديث، الرسالة الكاملة فِيْ السيرة النبوية والمزيد.

موت ابن النفِيْس

وبقي (ابن النفِيْس) فِيْ القاهرة حتى وفاته حتى بلغ سن الثمانين. أصيب بمرض خطير لمدة ستة أيام وحاول الأطباء معالجته بالنبيذ وهُو يعاني من آلام المرض فقالوا لا ألقي الله وبعض الخمر فِيْ معدتي. وتوفِيْ ابن النفِيْس. فجر يوم الجمعة (21 ذو القعدة 687 هـ / 17 ديسمبر 1288 م) ويوجد مسجد فِيْ الرحمانية بمحافظة البحيرة منسوب إليه ويحتوي على ضريحه.

وهكذا يتضح دور ابن النفِيْس فِيْ خدمة الإنسانية من اكتشافه ضعف الدورة الدموية ونفى المعلومات الخاطئة فِيْ نسب هذا الاكتشاف للآخرين. كَمْا تتضح درجة حبه وشغفه بالمعرفة والبحث والتعلم والخدمة العامة، سواء فِيْ المجال الطبي أو فِيْ مجالات أخرى مثل اللغة والدين والفلسفة والمنطق.

ابن النفِيْس بن النفِيْس

مسجد ابن النفِيْس